أمي


مساء الخير جميعاً…كل عام وأنتم بخير 🙂
البارحة أثناء إنهماكي في تنظيف البيت إستعداداً لاستقبال العيد، كنت أستمع إلى الراديو..قناة الليبية تحديداً..كانت تبث برنامج للمعايدات ..اعتقد أن اسمه”جوك على الليبية” أو شئ من هذا القبيل.. يعتمد البرنامج على إتصالات المستمعين للتهنئة والمعايدة وتتخلله الأغاني وتقدمه مذيعتان أعتقد أنهما فرح وإخلاص..ربما..لست متأكدة… المهم تحدثت إحداهما عن الأم.. لتسترسلا كلاهما في الحديث عن الأم ومكانتها في حياتها… شعرت بتغير في نبرات صوت إحداهما …أحسست بها على وشكل البكاء…ليتأكد الأمر بعد ثواني بسيطة..فوالدة هذه المذيعة لن تكون معهم في هذا العيد لسبب من الأسباب… بصراحة لم أقاوم دمعة إنسالت على خدي على الرغم من أن أمي كانت أمامي في تلك اللحظة ونحن نقاوم التعب لإنها آخر “الأشغال الشاقة المؤبدة” كما يحلو لوالدتي تسمية الأعمال المنزلية… كانت تشجعني ” خلاص أهو كملنا.. معاش مزال هلبة” بالرغم أننا في تلك اللحظة كنا نقف في وسط غرفة الجلوس الخاوية!!! الأثاث مكوم في الخارج والبسط تنتظر “التنفيض”!!!المطبخ يبدو وكأنه ساحة معركة إنسحبت منها الجيوش لتوها!! فكرت كثيراً في صديقات لي فقدت كل منهن والدتها… شعرت برعشة خوف لمجرد مرور الفكرة المرعبة في خيالي…هل يمكن؟ لا أستطيع حتى التفكير في الأمر.
ربما أختلف مع والدتي في كثير من الأشياء..ولكننا نتفق في الكثير أيضاً.. أحزن كثيراً عندما لا أستطيع فعل ما تريده لأي سبب من الأسباب..ولكن أحاول بكل طاقتي التعويض عليها بأشياء أخرى… أندم على كل الخيبات التي جلبتها لها في حياتي…ولكن على الجانب الآخر أفخر بكل ما فعلته لأجلها..ولأجلها فقط كانت كل النجاحات في حياتي… بصدق لم أحس بطعم نجاحي إلا عندما شاهدت دموع الفرح في عيون والدتي عندما أصطحبتها في أحد الأيام لأريها صورتي معلقة في لوحة الشرف أثناء دراستي…وعند مناقشتي لمشروع التخرج.. فرحت جداً لكلمات الثناء التي حصلت عليها فقط لأن أمي كانت هناك… عندما صافحها أعضاء لجنة المناقشة وهنأها أحدهم لأنها ربت مثل هذه الأبنة… وهاهي تحصد ما زرعت.. كدت أحتضن ذاك الاستاذ لأنه جعل أمي أكثر سعادة وفخر بي هههههههههههه
لا أنكر دور والدي أبداً…فهو كان دائماً موجود… ولكن الأم لها مكانة خاصة.. أجدها دائماً حولي.. تسأل..تطمئن …تشجع.. تساعد..ترفع المعنويات أكثر بكثير مما يقدر عليه أي أحد..
والدتي لها شعبية كبيرة سواء بين أفراد العائلة والأقارب أو الأصحاب والمعارف…تشتهر بطيبتها البالغة وحسن الظن في الناس… لا تميل إلى تعقيد الأمور… تقبل كثيراً الاختلاف وإن كانت لا تدعمه… ولكن لها قدرة كبيرة على التعايش وقبول الآخر المختلف بدون جرحه أو إشعاره بعدم الراحة…ضحوكة محبة للمرح بالرغم من أن حياتها لم تكن سهلة بجميع المقاييس…
كل سنة وانتي طيبة ماما… بجديات نحبك أكثر من أي حد في الدنيا… ما حد يجي زيك

مشت مع أمها!!ا


من شوية اتصلت بصاحبتي…رد عليا خوها …قلتله فلانة قاعدة؟…قالي لا طلعت مع امها!!ا

انا ما فيش حاجة تنرفز فيا في الدنيا هادي اكتر من لما نسمع حد يتكلم عن امه ولا بوه بالشكل هادا..كأنهم يتحشمو يقولو امي وبوي…طبعا هادي حاجة خاصة بالرجالة والشباب الليبيين دون البنات والنساوين…وهادو بعضهم يكسرو الرقبة لما الوحدة منهم تقول ماااماا والا بااااباااا…بسبب وبدون سبب…نقصد الطريقة اللي ينطقو بيه الكلمة….حلال الواحد يشد يعفجهم باش ينشحطو شوية….مش عارفة …ممكن هادا مفهومهم للرقة والدلع…بس برضو بالنسبالي هما احسن بواجد من اللي يقولك العزوز والشيباني…والا كان راجل مؤدب يقولك الحاج والحاجة…وعاد كان زاهيتله الحمامة والا راضي عليهم يقولك الحويجة والحويج…عاد هادا أقصى ما يقدر عليه…ما تكونوش طماعين الراجل تنازل ودلعهم..شني مزال تبو؟ ..اما ناس ما تمشيش الا بالعين الحمرا فعلاً

مش قادرة نفهم شنو سبب المشكلة…هل الراجل الليبي يحس انه صغير..والا شكله عبيط لما يقول امي وبوي؟ يعني شني يبي يوصل من معلومة لما يقول الشيباني؟..انه كبر ومعاش للشيباني اللي كان يناديه بوي في يوم من الايام معاش ليه هاديكا الرهبة؟ والا انهم بدو انداد؟

نتفكر واحد جزائري كان يقرا معاي…كان مرة يحكيلنا في حاجة على بوه ، قال : الحاج عندي يبيني نولي…وبعدين سكت وتلفت لقانا كلنا بنات اللي حوليه…قال:آه مافيش ولاد ..باهي… قصدي بابا يبيني نولي..وكمل قصته …الباين ان الحكاية معدية فعلا

لو حد يعرف شنو السبب اللي يخلي الراجل الليبي يتحشم يقول امي والا بوي ينورني معاه… انا وحدة من الناس أغلب الوقت ما نقولش ماما وبابا…الحق نفضل النسخة الليبية 😉 نقول أمي و بوي…نحسها أحلى… مش عارفة شنو رايكم انتو؟