ذاكرة الروائح

جميعنا كما أعتقد أختبر الشعور بتدفق مفاجئ لذكريات قد تكون قديمة جداً عندما يميّز رائحة معينة ترتبط بهذه الذكريات

يحدث هذا كثيراً لي عندما أشم رائحة أقلام  التلوين فتعود بي الذاكرة بسرعة الضوء إلى روضتي الأولى…الذكريات مشوشة نوعاً ما فقد كنت صغيرة جداً تجاوزت الرابعة بقليل عندما إنتقلت من هذه الروضة إلى آخرى…لذا فالصور التي بقيت في ذاكرتي أراها معتمة نوعاً ما…كل ما أتذكره هو باب الروضة..فهو يشبه باب منزلنا 🙂 وساحة اللعب و مكان فصلي…ولون الشريط الأحمر المثبت في ياقتي البيضاء…لا أذكر معلمتي ولا زملائي…كل ما علق في ذاكرتي من تلك الفترة هي صور لأشباح قصيرة ترتدي الأبيض وأشرطة حمراء تتطاير عندما تركض…وصورة الشبح طويل القامة …معلمتي التي أعرف أن أسمها “أبلة خديجة” وهي مصرية 🙂 هذا ما أخبرتني به امي

روائح البلاستيك المختلفة تجلب ذكريات مختلفة أيضاً…بعضها يذكرني بحقيبتي الخضراء الصغيرة ” شنطة الفطور ههه ” عندما كنت في المدرسة الإبتدائية…البعض الآخر يذكرني بالصيف ..برائحة حوض السباحة الصغير الذي كنا نمضي فيه ساعات طويلة في طفولتنا…العشب المجزوز حديثاً يذكرني أيضاً بليالي الصيف

رائحة فطيرة التفاح تعود بي إلى فترة سعيدة في حياتي…ومثلها رائحة كعك الحلقوم الطازج ههههه ولا أعرف لم هذا الكعك بالذات وليس أي نوع آخر! مما يشكو الكعك الحلو او المالح او حتى القرينات؟ هههههههههه

ليست جميعها سعيدة تلك الذكريات التي تجلبها الروائح…فبعضها محزن..مؤلم أو على أقل تقدير مزعج نرغب في نسيانه…رائحة صابون معين تذكرني دائماً بشخص ما ..تعرفت عليه في نفس الفترة التي بدأت فيها باستخدام هذا الصابون …ربما كان هذا من سوء حظي فالصابون كان ممتاز ومناسب جداً لي بعكس ذاك الرجل هههههههههه

شئ آخر يجلب لي ذكريات ليست بتلك السعيدة التي أرغب بتذكرها على الدوام…إنه القرنبيط ( الكرنب) هههههههههههههه ( أكيد كل اللي مجربين ريجيم شربة الكرنب يحسو بنفس الشعور ههههه ) هذه الرائحة تجعلني أشعر بدوار D:

الأمر ليس مجرد مصادفة…فقد تم و(تتم) دراسة علاقة الروائح بالذاكرة…ومدى تأثر قدرة الإنسان على التذكر بالروائح التي يستنشقها. نتائج بعض الدراسات ومنها دراسة إجريت في جامعة كارديف أظهرت أن الروائح تلعب دور أساسي في تذكر الأحداث و الأماكن، حيث تزداد قدرة الإنسان على إسترجاع الذكريات عند شم روائح مرتبطة بهذه الذكريات

دراسة أخرى اعجبتني 🙂 أظهرت تحسن ملحوظ في قدرة المتطوعين على التذكر بعد قضاء ليلتهم يستنشقون عبير الورد أثناء نومهم…سأكون أول المتطوعين في حال تم إعادة نفس التجربة مستقبلاً ههههههه

كالمعتاد…بإنتظار مشاركاتكم وذكرياتكم العطرة